كان الركاب نياما حين إنفجرت عجلة الحافلة التي زاغت عن الطريق الريفي الضيق قبل أن تصطدم بحاجز صخري ضخم.إستيقظوا مذعورين و كان بعضهم يتلو الشهادتين فيما مزقت سكون الليل صرخات النساء و الأطفال..براعة السائق حالت دون وقوع المأساة لأنه تحكم في المقود و لم يستسلم لمشيئة الإنحراف الحتمي.الأن و قد توقفت الحافلة أسرع الجميع بالنزول لمعاينتها من الخارج غير أن الضلام الدامس لم يساعد على ذلك.ترجل مساعد السائق و هو يحمل مصباحا كهربائيا و كانت كل الأعين تراقب تحركه بمزيج من الذهول و الأمل.أخذ عجلة إحتياطية من صندوق الحافلة الخلفي و شرع في تغيير تلك التي كادت تودي بحياتهم.كانت بعض النسوة يدعوون له بالتوفيق في حين إستغل بعضهم الأخر هذا التوقف للتذخين ..إستغرقت العملية مدة طويلة نسبيا و حين إنتهت أسرعوا في ركوب الحافلة التي لم تكن بها إنارة، إنتضروا أن يشغل السائق المحرك لمواصلة الرحلة..ولكنه لم يفعل فضنوا أن عطبا أصابها..تعالت أصواتهم بالأسئلة و الرجاء بالتحرك من ذلك المكان المقفر و لكن لم يحدث شيء.أسرع المساعد من مؤخرة الحافلة إلى مقدمتها و هو يحمل مصباحه الكهربائي وحين وصل إلى حيث مكان السائق أدرك بأنه هو من سيواصل القيادة..