إهداء
إليك..يا من ألهمت قلمي ليكتب
إليك..في صباحك الربيعي
ترتشف فنجان قهوتك
و ترتشف معه كلماتي و مشاعري
"صباحك سكر"
تدق الساعة تخبرني أن الوقت حان لأصلي صلاة الفجر و ارتدي ملابسي و اذهب للعمل..مسكينة ساعتي هي لا تدري أن دقاتها تخبرني بأكثر من هذا..تخبرني أن أدعو في صلاتي عشرات المرات لك و لي ...تخبرني أن اختار ملابسي بعناية لأشد انتباهك.. تخبرني أن ارسم على شفاهي تلك الابتسامة التي أحبها و اجزم انك تحبها أيضا..تخبرني ساعتي أن ليلي الطويل بعيدا عنك قد انتهى و ها قد اقترب نهار اللقاء فأفرح..أفرح كطفلة صغيرة صباح يوم عيد..بملابسها الجديدة..بشرائطها الحمراء..بعلبة الحلوى في يدها الصغيرة..بحماس طفلة احيي جيراني الذين لطالما وجدوا في حماسي و تفاؤلي أمرا يدعو للاستغراب فكيف الحال اليوم و أنا في حال مضاعفة من الحماسة و التفاؤل..أسير إلى محطة الحافلة و أنا اغني..تصل الحافلة أركبها برشاقة ..لا يزعجني أن أقف.. ابتسم في وجوه الجميع..أحاول أن لا اضحك و لكن وجوههم العابسة تدعوني للضحك لماذا يستيقظون عابسين أتساءل دائما..أريد أن القي على مسامعهم آخر نكتة سمعتها علهم يبتسمون..الغي الفكرة في آخر لحظة..أقول طبعا سيتهمونني بالجنون !
متى أصل..متى أراك..ماذا أقول لك اليوم..صباح الخير أم صباح النور و عن ماذا أسالك..ماذا تراك سترتدي..لا لا يهم كل هذا المهم أن تكون هناك كي يكون لدي رغبة في العمل..بل قل رغبة في الحياة.
أصل دوما مبكرة إلى العمل..اعترف بعد الحارس مباشرة..حتى في أيام الدراسة لم أكن أصل مبكرا فكيف تراك غيرت عاداتي..انزع معطفي و اجلس في مكتبي ..تمر الدقائق كأنها ساعات..يصل الزملاء و الزميلات في العمل الواحد تلو الآخر و أنا كلما سمعت صوتا على السلالم ارتبك..يتغير لوني..افقد توازني..أقف على أطراف أصابعي لاتاكد من القادم.. و أخيرا تأتي..كل شيء في حضورك له طعم آخر..أحب رائحتك..محفظتك السوداء..طريقتك في ترتيب أشياءك..محاولتك ازعاجي ثم مراضاتي.. تفرض علينا ظروف العمل أحيانا أن نعمل جنبا إلى جنب لا تفصلنا مساحة كبيرة تكون قريبا مني لدرجة احتاج فيها لإيمان يوسف (عليه السلام ) كي لا القي بنفسي بين ذراعيك..بين يدينا بضعة سنتمترات..كم يلزمني من القوة كي لا أمسك يدك و أضعها على قلبي علك تسمع دقاته..هاته الدقات التي تردد حروف اسمك الأربع دون انقطاع..
من أين جئت إلي أيها القبائلي..هل علمتك "جرجرة" كيف تسرق قلبي..و ماذا قال لك "أبناء ميزاب" قبل ان تأتي حاملا ثقافة و ذكاء و طيبة..و تبهرني ..تحولني من فتاة ناضجة إلى مراهقة طائشة..كيف أعدتني سنوات إلى الوراء أنا التي كنت أظنني أغلقت صفحة الحب و الجنون و طويتها إلى الأبد..
وجدتني ابحث عن شجرة عائلتك..وجدتني ابحث عن اجدادك علني اتعلم منهم كيف اتعامل معك..
......................
اغضب منك كطفلة..أخاصمك..تراضيني بعلبة شوكولا..
تسافر..اشتاق لك.. تتصل لا لتخبرني انك تشتاق لي بل لتملي علي أوامرك الجديدة..أطمئنك "لا تقلق أنا هنا"..أكاد أن أقول لك إنني سأكون دوما هنا..لتسند رأسك على صدري كلما تعبت..لأعطيك حبة الدواء إذا مرضت..لأساعدك في ترتيب مكتبك .. لكني لا أقول شيئا من هذا. ..أغلق الهاتف و امضي في التفكير فيك.
في آخر صلاة صليتها طلبت من الله أن يعطيني الصبر كي لا تشي بي الحرائق التي تضطرم بداخلي..طلبت منه أن يمنحني رجاحة العقل التي ارميها عني كلما وقعت في الحب..لكن معك لا مكان للجنون..أنت رجل الجد و العمل ووحدك من يقرر متى يكون المزاح..وحدي أنا أتجاوز خطوطك الحمراء أقول لك بأفعالي لا بأقوالي أن الضحك عندي ضروري لكي أحيا..
في يوم ما بعد أن أتعبني التفكير فيك..قررت اخذ إجازة..ابتعدت عنك..لم ألاحظ أنني أحضرتك معي إلى هنا..إلى بيت العائلة الذي قررت أن امضي فيه فترة لإعادة الحسابات ولترويض قلبي الذي أصبح مذ عرفتك حصانا وحشيا لا يعترف بالحدود..افتح حاسوبي و أنا أفكر فيك..أساعد أمي في أشغال البيت و أنا أفكر فيك..احضر الطعام أنسى نصف المقادير لأنني أفكر فيك..لو تعرف كم تتعبني يا سيدي..لو تعرف فقط كم أنا ممثلة بارعة لادعي أمامك انك لا تروقني و أنت ألف ألف تروقني.
كتبت كل هذا عنك و أنا اجزم انك لا تكن لي شيئا مما أكنه لك..لأنك مشغول بعملك وأبحاثك العلمية و ملتقياتك..لا وقت لديك لتحب..أو لتتزوج..لا وقت لديك لتلاحظ أني بقربك..
أم تراني مخطئة..أتراني بالفعل مخطئة..
أتراك تكن لي شيئا..هل ادخل في دائرة اهتماماتك..هل نظرتك لي..و إعجابك بحيويتي دليل اهتمام..أنت تعامل الجميع باحترام و طيبة فكيف تراني سأفهم ما اعنيه لك..أي اللغات سأتعلمها لأفهمك..
وسط اللاشي أنا ..ابني و اهدم..أتذكر و أنسى..أفكر فيك و أتمنى لو استطيع أن لا أفكر فيك..
لا املك في الأخير سوى أن أشكرك..فأنت رغم انك عبثت بمخططاتي..رغم انك دخلت قلبي دون استئذان..رغم انك تتعبني..لكنك منحتني من جديد هذا الشعور الذي يجعلني أطفو في الهواء..هذا الشعور الذي يجعلني أحب كل الأشياء و أعدتني طفلة من جديد..
شكرا لأنك أيقظت قلبي من سباته و علمتني أن حياة الشباب لا شتاء فيها..