كثُر معجبوها وبالتالي خطابها ولكن لا أحد يعود لإتمام الخطبة ..! تكاثرت التساؤلات بعد كل تلك الزيجات ,
وكلما تقدمت بالعمر كلما قل الخطاب وبدأ الأهل يقلقون بشأنها.
اجتمع والديها في غرفتيهما يناقشان حال ابنتهما بعد فسخ الخطوبة الأخيرة حيث انهارت سعاد بعدها وندبت حظها السيء،
فلا شيء يجعلهم يفرون منها فهي حسناء ومتعلمة وسليلة أسرة كريمة.
استقر رأي الوالدين على اللجوء لإحدى العرافات والإستنجاد بها بعد أن قيل للأم بأن ابنتها قد تكون مربوطة أو مسكونة بجني
وهو من يطرد كل من يتقدم للزواج بها مدام الخطاب لا يتممون الخطبة.
في اليوم الموالي اتجهت الأم وصديقتها نحو العرافة وكلها أمل في معرفة علة ابنتها وسبب حظها العاثر ذلك .
فأخبرتها أنها مسكونة بجني يريدها لنفسه وهو من يطرد كل من يحاول الإرتباط بها ; فنصحتها بزيارة ضريح ولي صالح وقضاء
ليلة هناك وحدها بمعزل عن الآخرين ولا يدخل عليها أحد إلا في اليوم الموالي بعد ذبح ذبيحة والتصدق بلحمها .
شد الأب والأم وابنتهم سعاد الرحال نحو الولي الصالح الموجود خارج ضواحي المدينة التي يقطنوها ,
وكلهم أمل في فك عقدة ابنتهما البكر التي تجاوزت السابعه والعشرون عاما.
وصلوا عند آذن المغرب لم يكن المكان خاليا بل مليئا بالزوار وبمن يرتجي بركة الولي لتحل عقدهم باختلاف أنواعها.
استأجر الأب غرفة من غرف ضريح الولي الصالح وأودع فيها ابنته التي تكاد تموت من الخوف ,
لم تتفوه بكلمة بل إكتفت بمتابعتهم بنظراتها وهم يقفلون عليها الباب من الخارج ويودعونها ذلك السرداب المخيف ويغادون ...
أتى الصباح وذُبحت الذبيحة وتصدقوا بلحمها على الزوار وحانت لحظة حصد النتيجة ...
وفتح الأب الغرفة التي تنام فيها ابنته البكر فوجدها ملقاة على الأرض جثة هامدة !؟
__________________________________
وتوعد الرسول (ص) من أتى عرافا فسأله وصدَّقه (من أتى عرافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) رواه مسلم.
(من أتى عرافًا أو كاهنا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمّد ) رواه أحمد والحاكم بإسناد صحيح