تدريب الجودو يعلم فنون رمي الخصم على البساط. يتدرب الرجلان في الصورة اليمنى على إحدى تقنيات الجودو التي تتم فيها إزاحة قدمي الخصم من تحته. والصورة اليسرى تمثل الرمي الدائري، حيث يقوم الرجل الراقد على الأرض يقلب خصمه من فوقه.
تعريف رياضة الجيدو
الجودو رياضة يستخدم فيها اللاعب التوازن والفاعلية والتوقيت لتثبيت أو رمي الخصم. تطور الجودو من أسلوب ياباني قديم للقتال الأعزل يسمى جوجوتسو. وتعتبر رياضة الجودو من الألعاب الرئيسية في أوروبا، واليابان، والولايات المتحدة. تُدرس هذه الرياضة في الكليات والمدارس والنوادي.
وتعني الكلمة اليابانية جودو الطريقة اللطيفة. تعتمد كثير من فنون الجودو على استسلام المنافس لهجوم الخصم حتى اللحظة المناسبة لضربة الرد. فمثلاً، لايقاوم اللاعب إذا دفع من قبل الخصم. فيميل المهاجم إلى الأمام ويفقد توازنه بمقدار ضئيل، وبذلك يمكن أن يلقى على الأرض بسهولة. يمكن للشخص الماهر بمثل هذه الطرق اللطيفة، أن يهزم أثقل وأقوى الخصوم.
تعلُّم الجودو. يتعلم الناس الجودو كتمرين بدني وترويح، وللدفاع عن النفس. يمكن أن يتعلم هذه الرياضة الناشئون من عمر ست سنوات. وتعد الممارسة والتعليم الجيد في الجودو أكثر أهمية من عمر الشخص وحجمه وقوته أو وزنه.
يحتل تدريب الجودو مكانًا بارزاً في صالة الألعاب التي تسمى دوجـو، حيـث تغـطى الأرض ببساط. ويلــبس المتبارون زيًا مكونًا من قطعتين يسمى جودوجي، ويتكون من سترة قطنية وسروال وحزام ملون. وهم يشتركون في المباراة حفاة.
تقنيات الجودو. يمكن أن تقسم إلى ثلاث مجموعات: 1- ناجيوازا وهي فنون الرمي 2- كاتاميوازا أي فنون أحكام الشد والمسك 3- أتيميوازا وهي فنون الضرب والهجوم.
ناجيوازا. تتضمن عددًا كبيرًا من الرمْيات الأساسية التي تصنف على أساس الجزء المستعمل من الجسم. وهي تشمل رميات اليد، ورميات الورك وعرقلة الساق ورميات الجنب والمؤخرة.
كاتاميوازا. تتضمن طرق الخنق، والمسك، والتثبيت على البساط. تسمح قواعد الجودو للاعبين من عمر 13 سنة فأكثر فقط باستعمال فنون الخنق. وهناك قواعد خاصة تتحكم في استعمال مسكات المرفق في منافسة الجودو.
أتيميوازا. تتضمن هذه الطريقة فنون الرَّكل أو الضرب على أجزاء مختلفة من الجسم لإلحاق الأذى به، أو حتى الموت. تستعمل هذه الطرق في حالة الدفاع عن النفس، ولاتستعمل في المباراة أبدًا.
مباريات الجودو. هناك نوعان من منافسات الجودو، هما كاتا وراندوري. يؤدي المتنافسون في منافسات كاتا فنون الجودو على طراز خاص. وهم يحاسبون على الإبداع الفني والدقة. وهناك عادة نصيب للنساء في منافسة الكاتا.
يستعمل المتبارون في راندوري أو المنافسة الحرة أية فنون يرغبونها. ويقسم المتنافسون إلى مجموعات حسب العمر والمرتبة والوزن.
يراقب معظم مباريات الجودو حكم وقاضيان ليتأكدوا من تطبيق المتنافسين لقوانين اللعبة. ينحني المتنافسان أحدهما للآخر في بداية المنافسة. بعد ذلك وبعد أمر الحكم، يمسك أحدهما الآخر من طية صدر السترة والكم بطريقة معينة. ويبتدئ الحكم المنافسة وينهيها، وهي تستغرق فترة من 3-7 دقائق. يطبق الحكم القواعد، ويمنح نقاطًا للأداء الصحيح للفنون. يفوز المتنافس في المنافسة بإحراز نقطة أو نصف نقطة. فيمكن للمتنافس مثلاً أن يحرز نقطة برمي الخصم أو بتثبيته لمدة 30 ثانية. كذلك يمكن للمتنافس أن يفوز بمسكة المرفق أو مسكة الخنق لإجبار الخصم على الاستسلام. ويقرر الحكم والقضاة الفائز في المنافسة في حالة عدم إحراز أي واحد منهما للنقطة.
نبذة تاريخية
تطورت لعبة الجودو من جوجوتسو، ذلك التقليد القديم للدفاع عن النفس الذي كان يمارسه بعض المحاربين اليابانيين الذين كان يُطلق عليهم ساموراي. كان فن جوجوتسو يشمل فنوناً، مثل الخنق والرَّكل وليّ ذراع الخصم. وكانت كثير من هذه الأساليب تشكل خطرًا نظرًا لأنها قد تؤدي للإصابة بالشلل أو الموت.
قام المعلم الياباني المسمى جيجورو كانو في سنة 1882م، بتحويل فن جوجوتسو من أسلوب المصارعة إلى رياضة سماها جودو. وهو الذي أقر أحسن الفنون لجوجوتسو وحذف الفنون الخشنة والخطرة منها في نظام مرتب. وأسس أيضًا قواعد صارمة في آداب المعاملة. واعتبر الجودو من أشكال التهذيب الفكري كنوع من الرياضة وطريقة للدفاع عن النفس. أكد كانو على شعارين: أقصى فاعلية بأقل جهد، وكذلك تبادل النفع والفائدة.
ازدادت شعبية الجودو، وأصبح في أوائل القرن العشرين الميلادي مادة إجبارية في المدارس اليابانية. وقام كانو كذلك بعرض هذه الرياضة في أقطار أخرى.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م بدأ الجودو أكبر فترة ازدهار له خارج اليابان. ونال الجودو اعتراف العالم به رياضة رئيسية عام 1964م، عندما أصبح جزءًا من الألعاب الأوليمبية.