يا همسةً في جوف الليل
يا فرح القدرِ... يا قدري مع الفرح
طيبٌ المقامُ لك ...ولي الإسراء الجميل
يا لنشوة السفر إلى حضرتك.. وتراتيل الهمس البيضاء تُتْلى
صبحُ ليلك ليس أحلى من سكينته
والصمت والوقار منك ليس أخفّ وقعا
ليس أخف وقعا من رنين نشوة الحلم عندي
فوانيس بسمتك ... إشراق لغزٍ وإيعازٌ بالإبحار
ومضات عينيك .. طلاسم سحرٍ وإغماء سكرٍ
همساتك تعبث بوعيي .. وترمي الرعشةُ من شفتيا الكلمات
أنت أمسية شعرٍ في ولائم الفجر
وأنا قارئ أحراز هيروغليفيةٍ تفيض جنونا
تجانبني البلاغة فأعود لتوِّي
أسألك التعويذة السمسمية ...و قليلا من كراماتك
... تنبعث ترانيم أجواقك من ضجيج الصمت
فأعود أدراجي .. أحمل لك سِفرا بابليا , أسطورةً أثينية و أغنيةً شرقية
على وقع أجراسك أفيق من إغمائي فجأة
... وبعد وصفتك السحرية
وجهٌ مشرقٌ . سحرُ عيونٍ , جميلُ أدبٍ ورهافةُ حسٍ
.. و بسمةٌ تحبسُ أنفاسي
يعاودني الجنون فأَنْأى بنفسي عنك
هيهات .. هيهات ما أبتغي
المقامُ في النُأى أنتِ.. وفي حضرتك القُنوت
تهفو نفسي بلقياك ... طوعًا تطلب الإغماء
طوعا تطلب الإغماء ثم تَشكِيكِ الدهرَ ... رأفتك
تزحف همساتك فجرا فَتُحِيلُ السكينة رعباً جميلاَ
ويتكرر المشهد .. فتَعْتَلِينَ من جديد الركْح
فتنبجِس من العتمة ألوان الفرح
ألوان الفرح المحجوبة إِلْغازًا !!
كم هو لذيذٌ فرحي المحجوب
أستهلكه في يوم عيدٍ بطيئاً كالأطفال
ولأنك من جنس الفرح
من جديد يلتئم منك الجوق
عيناك عزفًا .. همساتك لحنًا ...
والصدى .... رهيبُ صمتِك
أستجمع ما تبقى من مُنهكِ قِواي
لأقرأ فيك قصيدة طفولية ... وأمنية وردية
أرحل بها من غربة إيليا وأسكن الجداريات الجبرانية
لكني لا أبْرح إلا لحظات ... فتزحفين
فتصادرين الريشة وألواني القزحية
... التي لا تصلح سوى وشاحا لفرحي الهارب من محطاته
يستهويني فرح الكرِّ والفرِّ
فأنخرط في عصبتك التَقوِية
لعلّي أرتقي راهبًا في دِيرِ هواك
... ولا زلت أبتلع كلماتي التي هي بنتك ..
هي فرحي .. هي أنت التي تُجيدين التخفِّي الطفولي ..
خلف نخيل واحتك الساحرة .. بين خِلجان جفنيك
من أشعة شمسك المتلألئة أشحذ طاقاتي ..
وأرتحل إلى ما خلف أسوار حِصنك المنيع ..
حيث القلاع ..والربى ...والجند... و هَيْبة الإمارة
وعَبق السحر الشرقي ...
أتأبَّط فرحي..و أواصل تضْييع مقاماتي
أحاول عبثا جمع شتاتٍ تَذْرُوه نسائمُ صبحك
لكني سرعان ما أتذكر أن فرحي ذاك لا يلتئم إلا لينشطر
كم هي جميلة لعبة الإنشطار و إعادة الإئتلاف
ياسيدة الفرح لك أن تعزفي الصمت أنشودة
لأنه هوايتك ... وهو أحلى وأقسى أغنياتي
في كل الأحوال أنت في ديوان شعري ... قصيدة
قصيدة ... تأبى أن تنتهي
أنت مرفأ فرحي المحجوب تُــقْيةً
أنت من بوحِ الفرحة القَسْريَّة
مرفوعة إلى.... شمعدان الفرح